الشباب كنز الأوطان

يشكل الشباب العمود الفقري للمجتمعات، إذ يقومون بدور محوري وهام في بناء مستقبل الأوطان، فهم ثروتها الحقيقية ، يعرفون بـ "دينامو المجتمعات" ومحرك المسيرة التنموية وركيزة استدامة العمل بكافه صوره، حيث أصبح تأهيل وتمكين الشباب محوراً إستراتيجياً لا غنى ولا بديل عنه للنهوض بالدول في ضوء توافر الكفاءات الشبابية بمختلف المجالات، كما أصبح يحظى باهتمام كبير على الأجندات العالمية.

وأصبح الحديث عن تحقيق التنمية المستدامة لا ينفصل تماما عن دور الشباب كونهم شركاء أساسيين في تحقيق أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030 نحو عالم أفضل، انطلاقاً من إيمانهم بالدور الهام للشباب في ظل عالم أصبح أكثر انفتاحاً واندماجاً ، وفي الوقت ذاته عالم يحدق بالتحديات والمخاطر التي تتطلب تكاتفاً أكثر من أي وقت مضى والسعي نحو التمكين . 

ويزخر عالمنا العربي بكوادر شبابية مشرفة رفعت راية بلدانها في المحافل الإقليمية والدولية في مجالات عدة، كإحدى ثمار ما أولته هذه الدول من حرص واهتمام بتمكين الشباب والاستثمار فيه وتأهيله بمهارات المستقبل وعلومه، وهنا يستوقفني نقطة محورية لابد أن تتماشي كمسار مواز مع جهود التمكين والتأهيل ألا وهي "التوعية وتحصين الشباب" ضد ما يحاك لهم من مخططات خارجية ببث الإحباط والأفكار الهدامة، فالمواجهة الحقيقية تأتي من التوعية والتعليم الجيد في كافة مراحل التعليم، وحثهم على نشر ثقافة التسامح والسلام وتوحيد رؤياهم تجاه قضايانا المشتركة التي أصبحت ضرورة ملحة وتحتاج لأكبر تشاركية من قطاع الشباب منها قضايا التغير المناخي المتصاعدة والطاقة والبطالة وغيرها من التحديات الصعبة، والتي تحتاج لحلول مستدامة يعول على دور الشباب الواعد في تحقيقها.

ولأن القوة والطاقة والطموح عنوان الطاقات الشبابية، فقد كشفت الأزمات عن الإصرار والتحدي فكانتا كلمة السر في أصعب الأزمات، حتى في خضم الجائحة المستمرة لكوفيد 19 وأزمة المناخ وعدم الاستقرار العالمي، اظهر الشباب حول العالم مرونة هائلة وقيادة في إيجاد حلول مبتكرة لأكبر تحديات العالم. ولعل من أهم النقاط التي تشكل جوهر الاهتمام بالشباب دعمهم وتمكينهم، وغرس الكثير من القيم والمبادئ كالانتماء الراسخ للوطن، وتعزيز ثقافة الابتكار وحب العمل، لجعل منهم نموذجاً قادراً على بناء وقيادة المستقبل، فضلاً عن فتح قنوات حوار مع الشباب وبين كافة مؤسسات الدولة والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم وتدريبهم على الاعتماد على الذات والمشاركة في الخدمة العامة والعمل الجماعي الإنساني والتطوعي.

شباب اليوم هم قادة المستقبل كنز الأوطان، الذي يبلغ عددهم نحو مليار وثمانمائة مليون شخص حول العالم، ليمثلوا أكبر جيل شباب في التاريخ، علينا أن نؤمن بهم بقدراتهم بانخراطهم مع العصر الجديد ورؤيتهم للآفاق البعيدة التي قد لا يرى البعض منا ملامحها تلوح في الأفق، فالزمن غير الزمن والعالم يسير بسرعة الصاروخ فملايين الشباب حول العالم مجموعة متنوعة ومتقاطعة وملهمة يعكسون أفضل ما في النشاط الشبابي العالمي خدمة للمجتمعات وتحقيق تطلعاتهم نحو غد أفضل ومستقبل مشرق.


بقلم: ميس رضا
سفيرة الإيسيكو للسلام

حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - منصة شباب تايمز الإعلامية
SHABABTIMES